عسر الهضم أو ما يُعرف بـ "الخمول الهضمي" هو حالة شائعة تصيب الأطفال وتؤثّر على عملية هضم الأطعمة. وغالباً ما يشعر الأطفال المُصابون بعسر الهضم بتورّم في البطن، وآلام، وغازات، ولا يكونون قادرين على هضم دسمات الطعام أو بروتينات حليب الأبقار بشكل جيد، ما يؤثّر سلباً على صحتهم وقد يُؤدي إلى اضطرابات في نومهم. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب عسر الهضم عند الأطفال، مُتى يجب عليك التحدّث مع طبيبك، كيفية تشخيص المشكلة، وكيفية التعامل معها.
أسباب عسر الهضم عند الأطفال
يمكن أن يتعرض الأطفال لعسر الهضم لأسباب مختلفة، منها:
- نوع الطعام: تناول بعض الأطعمة الدهنية، الحارة، الحلوى والأطعمة المصنعة يمكن أن تسبب عسر الهضم لدى الأطفال.
- الحساسية الغذائية: قد يعاني بعض الأطفال من حساسية غذائية تؤدي إلى عسر الهضم والتهابات في الجهاز الهضمي.
- الإجهاد: يمكن أن يؤثر الإجهاد على عمل الجهاز الهضمي ويسبب عسر الهضم لدى الأطفال.
- العدوى: يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية التهابات في الجهاز الهضمي وتؤدي إلى عسر الهضم.
- الاضطرابات الهرمونية: يمكن أن تؤثر بعض الاضطرابات الهرمونية على عمل الجهاز الهضمي وتسبب عسر الهضم لدى الأطفال.
- عدم تحمل اللاكتوز: يعاني بعض الأطفال من عدم تحمل اللاكتوز الذي يوجد في الحليب ومنتجات الألبان، مما يسبب عسر الهضم والإسهال.
- الإفراط في تناول الطعام: يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى عسر الهضم لدى الأطفال، حيث يجب تقليل كمية الطعام المتناولة وتقسيمها إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- قلة النشاط البدني: يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة النشاط البدني إلى عسر الهضم لدى الأطفال.
- الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية عسر الهضم لدى الأطفال، مثل الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات والمضادة للحموضة.
تشخيص عسر الهضم عند الأطفال
يمكن تشخيص عسر الهضم لدى الأطفال من خلال الأعراض التي يعاني منها الطفل وبعض الفحوصات الطبية التي يجريها الطبيب. ومن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الطفل في حالة عسر الهضم:
- الغازات المفرطة والانتفاخ البطني.
- الإسهال أو الإمساك.
- الشعور بالتعب والضعف
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الحرقة والتجشؤ.
- الشعور بالألم في البطن.
- فقدان الشهية.
ويمكن للطبيب إجراء بعض الفحوصات لتأكيد تشخيص عسر الهضم، منها:
- فحص البول والبراز للكشف عن وجود الالتهابات والجراثيم والطفيليات.
- فحص الدم لتحديد مستويات الإنزيمات الهاضمة.
- الفحص السريري للبطن والقناة الهضمية.
- الأشعة التليفزيونية أو الأشعة المقطعية للكشف عن أي مشاكل في القناة الهضمية.
- فحص الجهاز الهضمي باستخدام المنظار للكشف عن أي مشاكل في الجهاز الهضمي.
يجب على الوالدين التواصل مع الطبيب إذا ما لاحظوا أي من الأعراض المذكورة لدى طفلهم، وينصح بزيارة الطبيب بشكل منتظم لمتابعة حالة الطفل وتشخيص أي مشكلة صحية قد تظهر لديه.
ما هي اعراض جرثومة المعدة عند الاطفال؟
جرثومة المعدة أو Helicobacter pylori هي بكتيريا شائعة جدًا وتعتبر السبب الرئيسي للتهاب المعدة وقرحة المعدة والاثني عشر عند الأطفال والبالغين. وتظهر أعراض جرثومة المعدة عند الأطفال عادة بشكل مشابه للأعراض المرتبطة بعسر الهضم العام، ويمكن أن تتضمن الأعراض التالية:
- ألم في البطن: يمكن أن يكون الألم في البطن مؤشرًا على وجود جرثومة المعدة، ويمكن أن يكون الألم شديدًا في بعض الحالات.
- الإسهال: يعاني الأطفال المصابون بجرثومة المعدة من الإسهال الشديد والمستمر، وقد يتضمن الإسهال الألم والغثيان.
- الغثيان: يشعر الأطفال المصابون بجرثومة المعدة بالغثيان والشعور بالتقيؤ.
- فقدان الوزن: قد يصاب الأطفال بفقدان الوزن إذا كانت حالة الإصابة بالجرثومة الحلزونية خطيرة.
- الشعور بالامتلاء: يشعر الأطفال المصابون بجرثومة المعدة بالشعور بالامتلاء والانتفاخ بعد تناول الطعام.
إذا لاحظ الوالدين أيًا من هذه الأعراض عند طفلهم، فيجب عليهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب.
علاج عسر الهضم عند الأطفال
تختلف طرق علاج عسر الهضم عند الأطفال حسب السبب الرئيسي للحالة وشدتها، ولكن عمومًا يمكن تقسيم العلاج إلى قسمين: التغييرات في نمط الحياة والعلاج الدوائي.
التغييرات في نمط الحياة:
- يمكن لتغييرات في نمط الحياة أن تساعد في التخفيف من أعراض عسر الهضم، ومن هذه التغييرات:
- تناول الطعام بشكل متوازن وصحي، وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والثقيلة على المعدة.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بفترة من الوقت.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة والثقيلة.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، مثل المشي والسباحة، وتجنب الرياضات الشاقة.
- تجنب التوتر والضغط النفسي.
العلاج الدوائي:
في حالة عدم الاستجابة للتغييرات في نمط الحياة، يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض، ومن هذه الأدوية:
- مضادات الحموضة، والتي تساعد على تخفيف الحموضة في المعدة والحد من الحرقة والتجشؤ.
- الملينات، والتي تساعد على تسهيل عملية الهضم والتخلص من الإمساك.
- الأدوية المضادة للتشنجات، والتي تساعد على تخفيف الألم في البطن.
- الأدوية المضادة للالتهابات، والتي تستخدم في حالة وجود التهاب في القناة الهضمية.
- يجب الالتزام بتعليمات الطبيب في تناول الأدوية، والتأكد من الجرعات المحددة للأطفال.
متى يكون عسر الهضم خطير؟
عادةً ما يكون عسر الهضم عند الأطفال مؤقتًا ولا يشكل خطرًا على الصحة العامة، ويمكن علاجه بسهولة بالتغييرات في نمط الحياة أو العلاج الدوائي.
ومع ذلك، قد يصبح عسر الهضم خطيرًا في بعض الحالات، ومن هذه الحالات:
عندما يصاحب عسر الهضم تقيؤ شديد ويؤدي إلى فقدان الوزن والترجيع الدائم للطعام.
عندما يكون هناك دم في البراز.
عندما يصاحب الألم في البطن ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس والتعرق الشديد.
عندما يعاني الطفل من صعوبة في التنفس، وضيق في التنفس، وسعال، وشحوب في الجلد والشفاه.
في هذه الحالات، يجب على الوالدين أخذ الطفل إلى الطبيب على الفور للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
هل البكتيريا تسبب عسر الهضم؟
نعم، البكتيريا يمكن أن تسبب عسر الهضم عند الأطفال. فبعض الأنواع البكتيرية الضارة قد تسبب التهابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال المعوي الحاد والتهاب الأمعاء، والتي تتسبب في الأعراض المعتادة لعسر الهضم مثل الألم في البطن، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال.
تتكاثر بعض البكتيريا الضارة في الأطعمة الملوثة، والتي تنتقل بشكل شائع في المياه والمواد الغذائية الغير صحية، ويمكن أن تتسبب في عدوى المعدة والأمعاء عند تناول الأطعمة الملوثة بهذه البكتيريا.
ويمكن الوقاية من الإصابة بعسر الهضم الناتج عن البكتيريا باتباع الإجراءات الصحية الوقائية مثل غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وتجنب تناول الأطعمة الملوثة، وطهي اللحوم والدواجن جيدًا، وتخزين الأطعمة في درجة حرارة مناسبة.
ما هو أفضل علاج لعسر الهضم عند الأطفال؟
يمكن تجنب عسر الهضم عند الأطفال عن طريق تقسيم وجبات الطفل إلى عدة وجبات صغيرة وتناولها على مدار اليوم، وتناول الطعام ببطء ومضغه جيداً.
ويمكن استخدام الأناناس كعلاج لعسر الهضم، حيث يحتوى الأناناس على أحماض طبيعية تساعد على عمل الأمعاء وتحسين عملية الهضم بشكل طبيعى. كما يمكن استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض المرتبطة بهذا المرض.