عصبية الطفل هي مشكلة تواجه العديد من الأهل في مراحل تنشئة أطفالهم، وتعتبر هذه المشكلة أحد الأسباب الرئيسية للضيق والتوتر في الأسرة، ويعاني العديد من الأطفال من تصرفات عصبية تتجلى في الصراخ أو البكاء المفاجئ أو حتى العنف،
ومن الأهمية فهم أسباب عصبية الطفل الزائدة والتي تكون قد نرى أن ليس لها سبب، وينبغي تعلم كيفية التعامل معها بشكل صحيح، في هذا المقال سنستعرض بعض الحقائق والمعلومات الواقعية حول عصبية الطفل وكيفية التغلب عليها.
اسباب عصبية الطفل
تعتبر عصبية الطفل ظاهرة شائعة وطبيعية، حيث يتعامل العديد من الأطفال مع تجاربهم اليومية بطريقة تعكس عصبيتهم ولكن، يمكن أن تكون هناك بعض الأسباب المحتملة وراء تصرفاتهم العصبية، دعونا نتعرف على بعض الأسباب الشائعة التي قد تكون وراء عصبية الطفل.
عوامل البيئة: يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالطفل على مزاجه وسلوكه، على سبيل المثال، إذا كان هناك إجهاد أسري مزمن أو صراعات أسرية، فقد يعكس ذلك على الطفل ويزيد من عصبيته.
الاحتياجات والرغبات: قد يكون الطفل عصبيًا عندما لا يستطيع تلبية احتياجاته أو تحقيق رغباته، فقد يشعر بالإحباط أو الغضب عندما لا يحصل على ما يريد، مما يؤدي إلى تصرفات عصبية، و يمكن أن يكون الإرهاق والجوع والعطش من بين الاحتياجات التي إذا لم تلبى قد تزيد من عصبية الطفل.
تغييرات الروتين: يعتمد الأطفال على الروتين في حياتهم اليومية، و إذا تعرض الطفل لتغييرات كبيرة في الروتين اليومي، مثل تغيير المدرسة أو إلغاء نشاط محبب له، فقد ينشأ عن ذلك شعور بالعصبية والاضطراب.
نمط النوم غير المنتظم: يعتبر نمط النوم غير المنتظم لدى الأطفال عاملاً يؤثر على عصبيتهم، إذا لم يحصل الطفل على قدر كافٍ من النوم أو إذا كان وقت نومه متقطعًا، فقد يعاني من زيادة في التهيج والعصبية.
علامات عصبية الطفل
هناك علامات تدل على عصبية الطفل يجب الإلمام بها من قبل الآباء والأمهات ومن هذه العلامات:
العصبية الزائدة في النوم: بعض الأطفال يعانون من عصبية زائدة أثناء النوم. قد يستيقظون بسهولة ويصعب عليهم العودة إلى النوم مرة أخرى، قد يكونون متوترين وعصبيين أثناء النوم، وقد تلاحظ أيضًا تغيرات في نمط النوم العادي لطفلك.
التحفظ الزائد: من علامات عصبية الطفل أيضا فقد يظهر بعض الأطفال علامات التحفظ الزائد والعصبية في مواقف محددة، قد يكونون متوترينون ويبدون مكتئبين أو مزاجيين في وجود الغرباء أو في بعض الأماكن الجديدة. يمكن أن تكون هذه العلامات مؤشرًا على قلق الطفل وصعوبة التأقلم مع المواقف الجديدة.
صعوبة التركيز: العصبية الزائدة قد تتجلى أيضًا في صعوبة الطفل في التركيز على المهام وإكمالها، قد يظهر عليه قلة الانتباه والتشتت، مما يؤثر سلبًا على تقدمه العام.
التفكير السلبي والقلق: قد يكون الطفل العصبي عرضة للتفكير السلبي والقلق المستمر، فقد يشعر بالقلق والخوف بشكل مفرط من المواقف المختلفة، قد يشكو من آلام في البطن أو الصداع بسبب التوتر النفسي الزائد.
النقص في التفاعل الاجتماعي: قد يعاني بعض الأطفال العصبيين من نقص في التفاعل الاجتماعي، قد يكونون غير مرتبطين اجتماعياً بالأقران أو يظهرون صعوبة في إقامة علاقات صداقة طويلة الأمد.
الإجهاد الزائد: تعاني بعض الأطفال العصبيين من الإجهاد الزائد نتيجة للتوتر العصبي المستمر، يمكن أن يؤثر الإجهاد الزائد على نشاطهم العام وصحتهم العقلية والجسدية، وبالنظر إلى هذه العلامات، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بعصبية أطفالهم، وأن يسعوا لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة، وقد يكون من المفيد استشارة طبيب الأطفال لتقييم الوضع واقتراح العلاج المناسب.
كيفية التعامل مع عصبية الطفل
عندما ينمو الأطفال، يمرون بتحولات عاطفية وتغيرات مزعجة في حياتهم اليومية، وهنا ستجد بعض النصائح المفيدة للتعامل مع عصبية الطفل:
1. فهم العصبية: قبل أن تبدأ في التعامل مع عصبية الطفل، عليك أولاً فهمها، حيث تعتمد العصبية عند الأطفال على أساس مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية، وهو عمل طبيعي في نموهم العاطفي. عليك أن تدرك أن العصبية ليست شيئًا سلبيًا فقط وإنما جزء من عملية نمو الطفل.
2. الهدوء والتأني: عندما يكون طفلك عصبيًا، فإن أفضل طريقة للتعامل هي الابتعاد عن التوتر والبقاء هادئًا، قم بتوجيهه نحو المكان الهادئ وحاول تهدئته بصوتك ولمساتك اللطيفة، واحتضنه برفق وعبر عن مشاعرك الإيجابية وحاول تهدئته بتقنيات التنفس العميق.
3. الاستجابة الحساسة: عندما يكون لدى الطفل هجوم عصبي، يحتاج إلى شعور بالأمان والراحة، قد لا يكون قادرًا على التعامل مع مشاعره بشكل صحيح، ولذا يحتاج لامتلاكك لقدرة على الاستجابة الحساسة، استخدم جمل تأكيدية مثل "أنا هنا بجانبك" أو "أنت آمن معي"، بذلك، ستبني الثقة معه وستساهم في تهدئة عاطفته.
4. تأمل الطفل في مشاعره: عندما يكون الطفل عصبيًا، قد لا يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره بوضوح. لذا، حاول تشجيعه على التعبير عن مشاعره بطرق مختلفة، استخدم اللون والرسم واللعب من أجل تعبيره عن مشاعره ومساعدته على التعبير عن نفسه بصورة صحية.
5. تعزيز الاستقلالية: يعاني الطفل العصبي من الشعور بفقدان السيطرة على مشاعره لذا، يجب تعزيز الاستقلالية والاختيارات البسيطة في حياته اليومية، واسمح له باختيار ملابسه أو وجباته أو أنشطته الصغيرة هذا سيساعده على استعادة السيطرة وتقليل العصبية.
6. التحدث بلباقة: عندما تواجه عصبية الطفل، يجب أن تتحلى باللباقة وعدم الوقوع في نقاشات طويلة ومضايقة، و قم بإعطائه الوقت الكافي لعبور هذه العاطفة، واستمع إلى ما يريد قوله بتركيز وكرر له مشاعرك ومشاعره بالعبارات البسيطة والإيجابية.
الاسئلة الشائعة حول عصبية الطفل
ما هي عصبية الطفل؟
عصبية الطفل هي حالة تتميز بسلوك غاضب أو مزعج لدى الأطفال في سن الطفولة المبكرة. قد يتجلى ذلك من خلال بكاء مفرط، أو تجاهل قواعد النظام، أو تصرفات عنيفة. قد يحدث ذلك مثل حالة واحدة، أو يكون جزءًا من نمط سلوكي مستمر. يمكن لعصبية الطفل أن تكون مؤقتة أو طويلة الأمد.
هل يمكن أن تكون عصبية الطفل مؤشرًا لمشاكل صحية أكبر؟
في بعض الحالات، يعتبر سلوك العصبية لدى الطفل عارضًا للمشاكل الصحية الكبيرة، مثل صعوبات في التعلم أو اضطرابات الانتباه وفرط النشاط (ADHD). ومع ذلك، فإن عصبية الطفل في حد ذاتها قد تكون مجرد جزء من مرحلة التطور العادية للطفل، وتحدث في العديد من الحالات دون تواجد مشاكل صحية أدق.
كيف يمكن للأهل التعامل مع عصبية الطفل؟
تحتاج الأهل إلى تطبيق إستراتيجيات فعالة للتعامل مع عصبية الطفل. يجب البدء بتوفير بيئة آمنة ومساندة الطفل من خلال فهم احتياجاته وتقديم التوجيه والدعم اللازمين. علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم تحديد جدول زمني منتظم للأنشطة وتقديم الحوافز المناسبة في تحسين سلوك الطفل والتحكم في عصبيته.
هل الطفل العصبي طبيعي؟
قد يكون الطفل العصبي يبدي ردود فعل أكثر شدة أو توترًا أكثر من الطفل العادي في مواقف معينة ومع ذلك، فإن هذه السلوكيات تكون طبيعية وجزءاً من تطور النمو العصبي للطفل في معظم الأحيان، والطفل العصبي يعبر عن مشاعره بشكل حيوي وقد يبدي استجابات عاطفية قوية في مواقف مختلفة، فإن زيادة النشاط والاستجابة الأكثر حدة يعتبران أمورًا طبيعية في حياة الطفل العصبي.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
على الرغم من أن عصبية الطفل يمكن أن تكون جزءًا طبيعيًا من مرحلة النمو والتطور، إلا أنه من المهم مراقبة السلوك والتطور عن كثب. إذا كانت عصبية الطفل تتسبب في مشاكل جسدية أو اجتماعية أو تعليمية، أو إذا تسببت في اضطراب كبير في روتين الحياة، ينصح بالتوجه لطبيب الأطفال لتقييم الحالة وتقديم المشورة المناسبة.
وبذلك يكون انتهى مقالنا الذي أوضحنا فيه كل ما يخص عصبية الطفل، وذكرنا حلولًا وطرق التعامل مع هذه المشكلة فيوجد الكثير من الأطفال العصبية التي تحتاج معاملة خاصة إلى حدًا ما.