كيفية التعامل مع الطفل العنيد
كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي.. جملة كثيرًا ما أسمعها من الأمهات، إذ تواجه الكثيرات منهنّ مشاكل في التعامل مع الطفل العصبي، وقد تفقد السيطرة عليه وعلى غضبه أو عصابيته، الأمر الذي يؤدي إلى ضرب الطفل أو التعامل معه بقسوة حتى تتمكن الأم من السيطرة عليه. العند لدى الأطفال أصبحت من الصفات المنتشرة كثيرًا والتي يجب أن نعرف أسبابها من الجانب النفسي لتجنبها ولنتمكن من تنشئة أبناء أسوياء، لا سيما أن العند هو صفة مكتسبة وليست وراثية، حيث إنه لا يوجد جينات تورث العند من جيل لآخر ولكنها تكتسب من الطريقة الخاطئة في التعامل مع الطفل، لذا يستعرض اليوم السابع خلال السطور التالية بعض النصائح للتعامل مع الطفل العنيد، وفقًا لما أشار إليها دكتور عبد العزيز آدم الاستشاري النفسي وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية.
نصائح عند التعامل مع الطفل العصبي والعنيد.
كثيرة هي طرق التعامل مع الطفل العصبي والعنيد، وفيما يأتي خطوات اتبعيها للتعامل مع طفلك العصبي، إذ ستمكنك هذه الإرشادات والخطوات من تعديل سلوكه، وهي:
حافظي على هدوئك
من الطبيعي أن تغضبي وتشعري أنك فقدتِ السيطرة على طفلك وعلى نفسك، فتبدئين بالصراخ على طفلك، الأمر الذي سيزيد من عصابيته وعناده، لذلك احرصي مرارًا وتكرارًا على أن تبقي هادئة وصبورة، لكي لا تزيدي الأمر سوءًا، ولكي توصلي رسالة لطفلك مفادها أن الهدوء هو الحل الأفضل لحل الأمور، والحصول على ما يريده، وهذه من أهم طرق التعامل مع الطفل العصبي.
امنحي طفلك خيارات متعددة.
يحب الأطفال العصبيون والعنيدون أن يكونوا مسؤولين عن أنفسهم، وهذه من طرق التعامل مع الطفل العصبي المهمة، لذا احرصي على منح طفلك خيارات متعددة تجعله يشعر بالمسؤولية لكونه يختار ما يريد، مثل الملابس التي سيرتديها، أو لون الكوب الذي يحب استخدامه.
لكن ضعي في اعتبارك أن توفري الخيارات التي تؤدي كلها إلى قرارات جيدة، على سبيل المثال، مثلًا عندما يكون الجو باردًا في الخارج، اسألي ابنك عما إذا كان يريد ارتداء سترة وردية أو سترة زرقاء، فمهما كان قراره سوف ينتهي به الأمر إلى ارتداء شيء يحافظ على دفئه.
لا تجادلي طفلك العصبي
يحب الأطفال العصبيون والعنيدون الجدال عادةً، لذلك لا تمنحي طفلك الفرصة للجدال، واستمعي له جيدًا، ثم حَوِّلي الجدال إلى نقاش هادئ ومتفهم وأكثر استيعابًا، فالطفل العصبي والعنيد عندما يرى أنك مستمعة جيدة له، فإنه يصبح كذلك أكثر استماعًا لكِ ولنصائحكِ، وسوف يندمج في الحديث معك لينسى عصابيته.
حافظي على هدوء المنزل والسلام فيه.
تأكدي من أن منزلك هو مكان يشعر فيه طفلك بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، واحرصي على أن تكوني مهذبة وهادئة في التعامل مع كل الأشخاص خاصة زوجك، فالأطفال يقلدون ما يرونه، لذلك من الضروري أن تحافظي على هدوء المنزل وتتجنبي الجدال والإهانات أمام طفلك العنيد والعصبي.
دعي طفلك يكتشف العالم لوحده.
دعي طفلك يستكشف العالم والأشياء من حوله لوحده، واسمحي له بالركض بحرية واستكشاف الطبيعة والأشياء من حوله، فهذا سيجعله يشعر بالاستقلالية، ويفرغ الكثير من طاقاته، مما سيؤدي إلى أن يصبح أقل عصبية وعنادًا في التعامل معك ومع غيرك.
تجنبي أسباب العصبية.
معظم الأطفال يصابون بحالات العصبية في أوقات يمكن للأم أن تتنبأ بها، مثل وقت حل الواجب المدرسي، أو وقت النوم، أو عندما يحين وقت التوقف عن اللعب، وغير ذلك، فعادة ما يكون محفز الغضب والعصبية عند الطفل متعلق بالتوقف عن فعل أمر ما يحبه، أو القيام بأمر ما لا يحبه. لذلك، أفضل طريقة لتتجنبي عصبية طفلك في هذه الحالات، أن تمنحيه تحذيرات زمنية، كأن تقولي له: ستغادر بيت صديقك بعد 15 دقيقة، العب واستمتع حتى يحين الوقت.
الغاء شخصية الطفل هو أهم أسباب عناده:
عندما يتعلق الأمر بإملاء الأوامر على الطفل طوال الوقت وإلغاء شخصيته ومعاملته وكأنه أحد مقتنيات الوالدين ويجب أن ينصاع لأوامرهم فهذا أمر خطير يجعل الطفل يستخدم العند كأسلوب دفاعي يدافع به عن شخصيته وكيانه، لذا يجب أن نعطي الطفل مساحة للتعبير عن نفسه وكيانه
احتضان الطفل واشعاره بالأمان
عند احتضان الطفل بشكل دائم وإشعاره بالأمان يعزز ذلك من مشاعره الايجابية والذي بدوره سينبذ أي مشاعر سلبية ويضح سلوك العنف لديه بل سيصبح أكثر تفاعلًا وتعاونًا مع الأسرة.
ما هي طرق التعامل مع الطفل العصبي؟
ضعي له روتين محدد
يمكن أن يساعد الالتزام بالروتين اليومي وكذلك الأسبوعي في تحسين سلوك طفلك وجعله أكثر هدوء وتوازنًا، فالاعتياد على وقت محدد للنوم، يريح طفلك كثيرًا، ويجعله أكثر هدوء وتركيزًا في المدرسة مثلًا، بالتعب وقلة النوم يؤديان إلى مشاكل سلوكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشرة.
تفاوضي معه وزيدي من تواصلكما المشترك.
في حال أجبرتِ طفلك على فعل أمر ما لا يريده، فإنه حتمًا سيزيد عصبية وعنادًا، لذلك من المهم عند التعامل مع الطفل العصبي عدم إجباره على فعل ما لا يريد فعله، فإذا أردتِ أن يتوقف طفلك عن مشاهدة التلفاز مثلًا، فلا تطلبي ذلك منه مباشرة، بل اجلسي بجانبيه وشاهدي معه التلفاز لفترة من الزمن، وبعدما تشعرين أنه بدأ ينسجم بجلوسك بجانبه، اسأليه إن كان يريد أن يحل واجباته المدرسية وأنت بجانبه، ام وأنت بعيدة عنه، وهكذا في كل المواقف.
الأسئلة الشائعة حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد
كيف اتعامل مع طفلي العنيد بدون ضرب ؟
يجب أن تسمعي لطفلك وتهتمي بآرائه حتى يكون ذي إرادة قوية فغضبك وتعنيفك له قد يزيد من العناد و تواصلي مع طفلك دائما وتعاملي معه وكأنكم أصدقاء وقدمي له النصيحة بهدوء دون تعنيف أو ضرب قدمي له الخيارات دائما وحفزيه وشجعيه على كل الأمور الايجابية التي يقوم بها.
ما هو الحل مع الطفل العنيد ؟
الابتعاد عن الأوامر المباشرة: إذ يجب إيجاد أسلوب للمناقشة والحوار بدون إصدار الأوامر، ومنح الطفل حرية التعبير عن مشاعره. تشجيع الطفل ومدحه باستمرار: فالمديح والثناء على أي عمل إيجابي يدفع الطفل إلى الشعور بالأمان والاتزان. إضافة إلى عدم مقارنته بالأطفال الآخرين، حيث إن هذا يدفعه إلى العناد
هل يجب ضرب الطفل العنيد ؟
وتضيف الأخصائية النفسية، أن الضرب بدل أن يخفى سلوكا سيئا بالعكس يدعم بجانبه سلوكيات أخرى مختلفة، كالتمرد والعنف والعناد والسلبية وضعف الثقة بالنفس وغيرها. وتقدم بعض السلبيات التي قد يتسبب فيها الضرب والتي تظهر على الطفل: يولد الضرب العناد
متي يبدأ تعديل السلوك عند الأطفال ؟
في مرحلة الطفولة المبكرة للأطفال بين عمر سنتين و5 سنوات إذ تعتبر أساس تشكيل شخصية الطفل لذا فإن ترسيخ السلوكيات الصحية تساعده على اكتساب العديد من مهارات التي تساعده في حياته فيما بعد كما تحفزه على التفاعل بصورة إيجابية مع الأطفال الآخرين
أخيراً، كوني على ثقة أن للأطفال شخصيات متعددة وكثيرة، فما تعانين منه اليوم مع طفلك، قد يختفي في غضون فترة وجيزة، لكن كل ما عليك هو أن تتقني كيفية التعامل مع الطفل العصبي، كي ترتاحي أنتي، ويشعر طفلك بالهدوء والسكينة أيضًا.
